معركة قبيلة آل خلف مع الأتراك
جاء ( سليمان باشا ) في عام 1326هـ إلى منطقة عسير ممثلا للسلطة التركية ( متصرف عسير ) وقد استمر في أبها إلى
عام 1331هـ وقد قام المتصرف أثناء وجوده في عسيربتسيير الجيوش التركية من أبها إلى خارج أبها , وداهم القبائل في
منازلها وقراها , وكان كلما استولى عل موقع من المواقع اخذ شيخ القبيلة معه خوفا من تمرد القبيلة بعد خروجه من
مواطنها وكذلك ضمانا لعدم تعرض جيوشه لشئ من الهجوم أو المباغتة أثناءعودته من أبها , وعند علم القبائل بذلك
تركوا قراهم ومنازلهم واعتصموا بالجبال والمناطق المحصنة والتي لا تستطيع القوة الغازية الوصول أليها ، ومع كل ذلك
فقد تعرضت الحملة التركية إلى كثير من المفاجآت ومنها ما حدث في الموقعة الشهيرة مع قبيلة ( آل خلف ) أحدى قبائل
بني بشر بن حرب القحطانية التي انتصرت على هذه القوات الغازية والحقتها شر الهزيمة حينما قرر فرسان هذه القرية
البقاء في قريتهم والدفاع عنها .
وبما أن قرية آل خلف مستعدة لخوض مثل هذه الحروب وذلك لتميز موقعها حربيا على أغوار وسفاح جبال تهامة وايضا
طريقة بناء هذه القرية المحصنة والتي تتميز بوجود أبراج حربية متعددة تصل الى سبعة عشر برجا حربيا بالإضافة إلى
وجود عدد من المخارج السرية والسراديب المتعددة تحت الأرض التي لا يعرفها ألا أصحابها وهذا يعني الوقوف في
وجه الأتراك الذين قدمو الى هذه القرية للقتل والسلب والنهب كما عرف عنهم
لذلك قامو رجال آل خلف بأخلاء مواطنهم من الحلال وإجلاء كبار السن والنساء والأطفال إلى أغوار تهامة مصطحبين معهم
أموالهم وحبوبهم , أما رجال القبيلة الشجعان الأشاوس فقد اخذوا مواقعهم وكل منهم مزود بما يحتاج إليه من السلاح
والذخيرة والمؤونه اللازمة أذا استمر الحصار لوقت طويل , ومن الجانب الآخر اخذ الأتراك في التقدم باتجاه القرية حتى
أصبحت القرية في متناول قذائف مدافعهم وبطاريتهم الجبلية ثم قاموا بمحاولة دك الحصون والقلاع لإجبار أهلها على
الاستسلام إلا أن القبيلة لم تحرك ساكنا مما أوحي للقائد التركي وجيوشه أن القرية خالية من السكان لعدم توفر التحصينات
الكافية وعدم توفر الذخيرة وكون خصمهم يمتلك سلاحا قويا وأعداد لاقبل لهم بها وكان الأتراك أذا دخلوا قرية قاموا
بإشعال النارفي منازلها لذلك ظن الأتراك ان رجال آل خلف تركوا مواطنهم واعتصموا بالجبال أوذهبوا إلى أغوار تهامة
ولعدم قدوم الشيخ على بن محي للباشا التركي رغم المكاتبات التي تمت فقد كان الباشا التركي يكاتب المشايخ ويدعوهم
إلية وكان يعطيهم الأمان ثم يصطحبهم معه في ظاهر الأمر أنهم ضيوف عليه وفي باطنه أنهم رهائن حتى لا تقدم قبائلهم
على أي حركة ضد جنوده وكان من ضمن المشايخ الذين لم يستجيبوا له الشيخ ( محمد بن دليم ) وعدد من مشايخ عبيدة
وعدد من مشايخ بني بشر
وعندما وصل إلى قبيلة آل خلف وامتنع شيخها من النزول إلية أو التسليم تقدم إلى مواطن قبيلة ال خلف وأعطى الأوامر
لجنده بذلك ، وللاطمئنان أخذ يصوب مدافعة على قرية ( آل خلف ) ولم يكن صوت المدافع غريبا على رجال القبيلة ,
فطالما شاركوا مع إخوانهم أبناءالقبائل في الحروب ضد الجيوش التركية , في ( أبها ، والسقا ، وريده ) لذلك اتفقو فرسان
آل خلف أن يبقو في أماكنهم حتى يتقدم الجيش التركي إلى القرية ويصبح من الصعب استخدام المدافع من قبل الأتراك خوفا
أن يصاب رجالهم بأذى وبالفعل تقدم الجنود الأتراك ودخلوا القرية وبعد توغلهم داخل القرية وبين حصونها أخذ فرسان آل
خلف يطلقون عليهم النار من داخل الأبراج الحربية التي تحيط بالقرية ومن داخل المنازل ولعدم معرفة الغزاة بمخارج هذه
القرية ومداخلها مما كان سببا رئيسيا في هلاكهم لذلك قام الباشا التركي ودعم الجنود الذين داخل القرية بفرقة أخرى إلا
انه كان ينتظرها نفس المصير عند ذلك أيقن الباشا التركي بأنه وقع في الشرك لذلك سارع بالتراجع إلى الوراء وقد تشتت
الجنود الأتراك على أطوار تهامة ونتج عنه هلاك وقتل اكثرهم وكان رجال القرية حصلوا على المزيد من السلاح الذي كان
بيد جنود الباشا بعد قتلهم لذلك كان النصر لفرسان ال خلف الأشاوس وقد استشهد عدد من رجال القبيلة في تلك المعركة
وبذلك يسجل التاريخ نصراكبيرا لهذه القبيلة الكريمة
وفي ذلك يقول شاعر قبيلة عبيدة الشاعر ( مشبب بن شتوي ) هذه القصيدة يصف فيها و ضع المعركة ومشيدا بصبيان
( آل يعلا ) وكان ذلك في عام 1326هـ :
يا بريدي من على بن تارك ترعى بوادي الـراك في ذرى قحطان بن عامر هل التوحيد واهل النالة
نصرة للدين من عهد النبي المصطفـى المختـار يالله إنك نصرنا يومـا أسرفـوا فينـا المحيلـة
رح ليا هيحة لسد عنـد ال يعلـي لاحـد يبـراك وانص خو زربة على إلي هبا دون المحرم مجزرة
أربعين كل من خط القلم من مـات مـن البشتـار أشبعـوا طيـر الخـلا دون المحـرم يامخيـلـة
يا قريني يوم تنشد في آل يعلـى لاحـد يـزراك بايعـوا باموالهـم ودميهـم مادبروامـن الحـارة
والمدافـع والبنـادق مثـل بـراد بـارق سمـار يوم ردوا مثل سيل الحشـر مـا طـاع المعدلـة
غنت البيضاء لصبيان آل يعلى من هبـا لتـراك كل شاووش يدور للمزمر ضـاع مـن بشتـارة
اخلفوهم من الطرق فتاه من عـدى ورى لطـوار لـم يـروح المركـز إلا الفيـن والفيـن معيلـة
حقوق النسخ © بواسطة . . ال خلف جميع الحقوق محفوظة.
المرجع الرسمي للقبيلة